الخميس، 30 أكتوبر 2008

رحلة إلى حيث أنتمي

كنت في طريق العودة إلى حيث أنتمى...ظننت أن طريقي ساكلة وأن الرحلة لن تستغرق سوى بضع أعمال حسنة أنجزها فأحصل على الفضل والبركات وأنال بها مرادي...كنت ما زلت في بداية الطريق...

ثم إني ظننت أن كل من حولي من جنسي يسعون في رحلة العودة إلى حيث ينتمون...الكل يجاهد والكل يحاول أن ينجز من العمل ما يأهله بفوز المراد...لكن اتضح لي غير الذي ظننته...فليس كل من حولي يعلمون بوجود مثل هذه الرحلة أو أن منهم من علمها وتجاهلها أو أن منهم من سعى فيها لكن قد توقف عن المسير...لأن الرحلة ليست سالكة كما اتعقدت...إنها وعرة وشاق اجتيازها...لكني علمت شيئاً مهماً جداً...

إننا لسنا في دنيانا يفعل منا ما يفعل دون حساب...الكل مراقب ومدان...والدئان حي لا تأخذه سنة ولا نوم...والرقيب الجليل قدر لنا كل شيئ على علم وقدر...قدر لنا هذه الرحلة وقدر لنا مشاقها...فقد أراد بحكمته للشهوات وإختلاط الحق بالباطل والشبهات والغرور والكبر والحقد والنفس الأمارة وإلى ما غير ذلك من أمور أن تكون موضوع مجاهدة كبيرة من أجل الوصول إلى حيث ننتمي...

وحيث نستعين برب القدر والأسباب...تضيئ الطريق بنور الإله...وتذلل العقبات بفضل الله...ويمن الله علينا بالوصول...

الأحد، 19 أكتوبر 2008

إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع

إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع

نصيحة مهمة جداً لكي تكون شخصاً لك احترامك::::"إذا أردت ان تطاع فأمر بما يستطاع"

>>كان هناك غلام يدعى فاعل يعمل لدى مزارع يدعى آمر،،،،وكان آمر هذا كثير الأمر والطلب،،،،وكان فاعل نشيط ومجتهد لا يعصي لآمر أمراً ولا يؤخر له طلباً،،،،<<

أتسائل؟؟؟؟،،،،لماذا فاعل ينفذ أمر آمر بلا عصيان؟؟؟؟،،،،هل لأن فاعل مجتهد؟؟؟؟،،،،أم لأن فاعل جبان يخشى العقاب؟؟؟؟،،،،أم لأن آمر يأمر بما يستطاع لذا فهو مطاع؟؟؟؟،،،،لا داعي ان نتعجل الإجابة قبل أن نتأمل قليلاً،،،،.

الأمر::::

في صغرنا يقوم بابا وماما بتلقيننا بعضاً من الدروس فيما يجب وما لا يجب،،،،
وتكون وسيلة هذه الدروس هي الأمر المباشر والغير المباشر،،،،
الأمر الغير مباشر قد يكون في صورة قصة وحدوتة،،،،
وغالباً ما تكون الأوامر مطاعة بدون نقاش أو جدال لأنها صدرت من مراكز عليا ولكن هذا لا يمنع بعض الإمتعاض والزعل،،،،
ثم ينمو الصغير مجتازاً مراحل نفسية تحدث عنها علماء النفس حتى انتهت منهم الكلمات،،،،ومعه الأمر أيضاً يجتاز مراحلاً هو الآخر،،،،
فنجد مصادر التشريع الكبرى "بابا وماما" قد أخذوا في طبخ الأوامر بإضافة المحسنات والمشهيات والمقبلات فالصغير لم يعد صغيراً فلقد أصبح على قدر أن يشرع في أموره قليلاً وكثيراً،،،،
هكذا...تجد التشريعات من بابا وماما ملونة ومزخرفة لكي يأخذ بها "الصغير الكبير" وكأنه الذي شرع،،،،ثم تسير عجلة الايام ليجد الصغير نفسه كبيراً في موضع بابا وماما،،،،
ولكنه على الرغم من ذلك يحتاج إلى من يشاركه التشريع،،،،فإذا استعان بماما أو بابا نجد منهم لوناً أخر من الأمر،،،،
إنه النصيحة،،،،يقولون لك ما يجب في امر وما لايجب في آخر وكأن لك أن تختار ولكن ليس بيدك خيار إلا قولهم،،،،.

أوامر أوامر أوامر،،،،ألوان وأشكال،،،،ولكن المشترك بين كل صنف وماركة من الأوامر السابقة أن "الصغير الكبير" ينفذها لأنها مقنعة ويسيرة ولا بأس بها،،،،.

أما إذا كانت الأوامر على خلاف ما سبق،،،،تجد من "الصغير الكبير" النفور والهروب،،،،
فهو يريد من الأوامر ما لا يجرحه ويشعره بأنه يتلقى أوامر،،،،
إنه يريد من يأمره،،،،ويريد ممن يأمره ألا يشعره بأنه يأمره،،،،لأن ذلك قد يشعره أنه مأمور،،،،وهذا صعب على "الصغير الكبير"،،،،
نعم هذا صحيح فهذه حقيقة واضحة في بنى البشر إذا ما تأملتهم،،،.

لذا،،،،فخير لك ان تأمر وكأنك لم تأمر،،،
فما عليك إلا ان تأمر بالمناسب في الوقت المناسب،،،،
وما عليك إلا أن تأمر المناسب بالأمر المناسب،،،
وما عليك إلا أن يكون الأمر المناسب مستطاع،،،،
لذلك تسجد لتشريعاتك قبولاً وطاعة،،،،.