الخميس، 11 ديسمبر 2008

بعض من كثير 2

بعض من كثير 2
أن أكون واقعياً أم مثالياً
كثيراً ما حيرني وأرهقني موقفي من المثالية والواقعية. لن أرمي بدلوي في بحريهما، ولكني أرى أن أكون واقعياً خير من أن أكون مثالياً.

لست أحب الثرثرة
إذا كان لا بد وأن تعطي كلمة فكن على قدرها، أو قل من الكلام ما أنت على قدره. وليس أن تكون ثرثاراً بخير في معظم الأحوال. لكي تستطيع أن ترى في نفسك قدراً واحتراماً، لا تضعها موضع الإحتقار. كأن ترى في نفسك نكثاً لعهد أصاب صاحبه بخيبة أمل فلا تستطيع غفراناً. وأحياناً لا يكون العهد باللسان، فنظرة عين أو إيماءة كفيلة بصك أعمق العهود؛ نعم نظرة عين أو إيماءة. وأنا أخشى من أعمق العهود، فلأنظر في شأن نظرتي وإمائتي.

للضحك سلطان
لم يكن في مقدوري أن أكتم ضحاكت أثراها في نفسي زميلي أثناء الدرس. ولم أكن من النوع الذي يضحك ويخفي ضحكته عن الأسماع، فقد انتبه المدرس لصوت ضحكاتي المكتومة التي تجمعت ثم خرجت دفعة واحدة. لم أفعل شيئاً إلا أن تابعت الضحك حتى رضيت، ثم نظرت فيما يرضي الأستاذ مني. أيااااااااااااااام

قصيدة: سحر لم يكتمل
ملأت حياتي إذ أرسلت ** من عينها سحراً عجيب
يا ساحرة كم سحرك شديد
يا ساحرة أصبتي قلبي الوليد
لم يبلو الحب من قبل فقد
بلاه ودخل عالماً جديد
حرك قلبي سحرها وقد ** صار قلبي لقلبها حبيب
يا أميرة دخلت حياتي
ملأت قلبي وفكري معا
يا أميرة أسرت فؤادي
حفظ الحب فلن يضيعه
وحيث تضع الأقدار كلمتها، انقطع السحر عن قلبي ليظل بعدها حزين. حزن لن يطول فإن النسيان على الإنسان أمير.
حكمة قرأتها: اختر كلامك قبل أن تتحدث، وأعط للاختيار وقتاً كافياً لنضج الكلام، فالكلمات كالثمار تحتاج لوقت كاف حتى ننضج.

السبت، 29 نوفمبر 2008

بعض من كثير

بعض من كثير

(1)

إذا الشيئ زاد عن حده انقلب لضده
دائماً ما كنت أريد أكون موضع ود من الآخرين. فكنت أحرص على إرضائهم من ناحيتي. أنظر في قولي لهم وأبالغ في انتقاء كلماتي. غالباً ما أطوع قولي على حسب ما أرى أنهم يتوقعون مني. فإذا سألني أحدهم عن رأيي في تناسق ملابسه، أسأل نفسي: إن أنا أبديت إعجاباً فسيروقه ذلك. فتراني أرسل كلمات الإعجاب إرسالاً حتى أرى منه ضيقاً بمبالغتي الواضحة، فهو لا يرى في ملابسه أناقة وإنما أراد مني نصحاً لا إطراءً.
تعلمت شيئاً مهماً من مثل هذه المواقف: أعبر عن رأيي في كلمات سهلة الهضم والقبول، ولإبداء الإعجاب يكفي كلمة جميل فلها في النفس أثر.

يا ليت لي يداً أمدها للضعيف
رأيت امرأة تسأل الماريين مما أعطاهم الله، وللحق فقد كانت تبيع المناديل. نظرت إليها وكان بعض الغضب يتجول في صدري. كيف بامرأة في الطريق مشردة، أأوراق النقود ومعدنها حرمت على مثلها؟ أين تذهب هذه الأوراق في غير شأن هذه المرأة وأمثال شأنها؟ أفي مظاهر الدنيا وألوانها؟ إذاسحقاً للنقود ومن حملها.
يا ليت لي يدأ أمدها للضعيف
يا ليت لي يداً أؤدب بها كل جبار
أفضل أن أكون رحيماً بلا يد على أكون ذو يد جبار

قل لنفسك قبل أن تقول لغيرك
بسم الله الرحمن الرحيم (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ.)[سورة البقرة: 44]
(يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ)
[سورة الصف: 2-3]
صدق الله العظيم.

شايف نفسه
كلما أنبت الزمان قناة ركب المرء في القناة سنانا (المتنبي)
ها البيت يشير إلى ظلمة أكيدة في النفس البشرية التي تجد في الظلام شهوة. كنا في ملعب الساحة يوماً نمارس من الألعاب ما نمارس، فإذا بك ترى ذلك الفتى مقبلاً علينا ويبدو عليه الإعجاب ببروز صدره من أثر الجيم. لك أن تتصور الأحداث كما تشتهي، فهو أراد أن يستعرض علينا بعضاً من انتفاخاته.
وقس على ذلك، الشرطي الذي أمسك سلاحاً يحمينا فأراد أن يركبنا. والمسؤول الذي ارتفع به كرسيه لينظر إلينا شزراً واشمئزازاً.

دوام الحال من المحال
لقد مر على قلبي هوى كم تمنيت لو أن له دوام. كان حقاً شاعري ذلك الهوى. كم مرة تراني أحلم مع النجوم أني الآن معها، وكم من موقف تخيلته أني فيه بطلها. في النفس أصيل ذلك الحب. فهو كلون العين يولد به الإنسان.
حكمة
لا داعى للخوف من صوت الرصاص .. فالرصاصة التى تقتلك لن تسمع صوتها.

الأحد، 23 نوفمبر 2008

زرت عالم القلوب


زرت عالم القلوب
وجدت قلباً ضعيف
سألته لما تعشقون
قال وكيف لا نرتوي
سألته أليس لكم فيه عذاب
قال ما أردنا غيره
قلت له في ثورة
سحقاً لك ولعشقك
أو خير هو البكاء على جبال من ألم؟
قال في استغرابه
ولم البكاء ولم الألم؟
قلت له في ثورتي
أما نظرت في الهوى؟
أما عهدت العاشقين؟
فالقلوب إذا هوت
يعذبها بين الحبيب؟
أما عهدت على الحبيب
نسياناً لعهد الهوى؟
أما رأيت من حبيب
جحوداّ لأمر الهوى؟
أم رأيت حبيبه المسكين
تحرقه نيران الهوى؟

قال لي وقد أخذ يحتضر

أمر الهوى أمر عجيب
نريده ثم لا نريد
لا تسألني حكمته
فلقد أعيا السائلين
ألا أدلك على خلاص
قلت بلى
قال بنفسه الأخير
لا مفر من الهوى
فالقلوب به تعيش
فإذا أردت من الهوى
أحسن اختيار الحبيب
سألته ببديهتي
وكيف أختار الحبيب؟
قال بنفسه الأخير
انظر ما القلب احتوى
لا تبغي غير الخير فيه
وأبتعد عن الأذى

فالقلب الطيب أمير القلوب
والقلب الأسود أمير الأذى

لم يكمل بعد الكلام
فقد انتهى...وانقطع النفس الأخير

ذهبت لآخر قوي
سألت عن أمر الهوى
قال لي بفصاحة
وما لك والهوى؟
قلت بأمانة
إني فيه غريق
قال لي بفصاحة
الكل فيه غريق
قلت لا فإنني
لست كأي غريق
إن الهوى قد زادني
من السوء ما يزيد
قال لي بفصاحة
وما السوء الذي اكتسبت
قلت له بأمانة
لقد أبعد عني الطريق
قال لي بفصاحة
وما الطريق؟
قلت له بأمانة
كاد الطريق أن يبين
غير أني في الهوى أضطرب
وجاء الهوى حيث لم يكتمل بعد الطريق
ضاع مني الدليل
وتاه عني نجم الأمل
وغرقت في بحر الهوى
ولم أجد منه خلاص
إلا أن توقف مني الزمن
وعدت أسأل ما الطريق
قال لي بفصاحة
علمت حالك يا صديق
ونظرت في أمر الهوى
وجدت قلبك الرقيق
لا يريد الضياع
لا يريد من الهوى
أن يغشى الدرب القويم
إن قلبك الرقيق
يبغى طيب الهوى
أحسن اختيار الحبيب
والهوى به يطيب
ثم انصرف

ذهبت لآخر حكيم
سألت عن أمر الهوى
قال لي يا مسكين
قد أعياك الهوى
قلت بلى
قال بهدوء عجيب
أعياك ظلام كبير
قال لي يا مسكين
ما الهوى شيئ غريب
فهو في القلب وليد
يعرفه القاصي والقريب
إن الهوى إذا اختلط
بالبعد عن الرقيب
أعيا القلوب...أماتها
وصار الهوى ظلاماً
في القلوب فلا تنير
عليك دوماً بالجهاد
جاهد شيطاناً مريد
وكن خيراً في نفسك دوماً
وأحسن اختيار الحبيب.

الخميس، 20 نوفمبر 2008

يا ربي ما لي سواك

يا ربي ما لي سواك

أرهقني بعد الظلام

أرشدني بنورك الجليل

كي يتضح لي الطريق

قد تهت عنه زمناً قريباً

فعلمت كم البعد قاس

أسألك كما سميت نفسك الرحيم

بي حاجة هي خلاصي

خذني بين يديك أتلقب في نورك العظيم

يا نجدة الملهوف علمت بلهفتي

يا ساقي الظمآن اشتد ظمأي

يا عفو يا رحيم علمت خطأي

أبواب السماء لا تغلقها في وجهي

علمت ذنبي وعلمت كم أنت كريم

يا من له الكون طوع أمره

أسألك أن تقصي عني ظلامه

اسألك نجماً في السماء من نورك يدلني على الطريق

ازداد الظلام ولي يقين

ما الظلام إلا لنشتاق للنور

لا إله إلا الله

تطمأن بها القلوب

حقاً...تطمأن بها القلوب

اللهم أوسعني ذكرها

فقلبي بها سعيد

لا إله إلا الله

اللهم لا تحرمني أجرها

أنا عبدك الضعيف

لا أملك لنفسي ملجأً غيرك يا كريم

ربي علمني من الكلام ما يرضيك

وأعفو عني فإني كثير الزلل

نظرت في عجائب قدرتك

وجدت جمالك وجلاك

جنة أنت ربها

كم أشتاق لربها الكريم

ليس غير فضلك أبتغي به الفوز الكبير

ربي قد علمت سوء نفسي وظلامها

قد ابتعدت

ولكني أعود للرحيم

بنورك تشرق النفس على خير عظيم

وليس نورك بكرمك على العبيد محظور.

الاثنين، 17 نوفمبر 2008

أهل وأصدقاء وجار

أهل وأصدقاء وجار

جاء من حولي شعور
ملأ قلبي بالدفئ
حين أصبح...أحيي الشمس ببسمة واثقة...هادئة... فيها أمل
حين أمسي...أحيي النجوم والقمر
أما تعلمون علمي بحقيقة ذهبية
نظرت حولي لأجد نعمة تحتضني بحب عميق
أهل وأصدقاء وجار
أناس أعطوني الأمان
بحب وسؤال على الدوام
لا أخشى نوائب الدهر
فعندي خزين من النعم
بفضل الله جل علاه
لي منهم سند
أهل وأصدقاء وجار
في كل أمري لهم موقف
صرت أنا من مواقفهم أنا
حب وود واحترام
تعلمت منهم أسمى الأخلاق
أهل وأصدقاء وجار
هم لي قلب الحياة
منهم آخذ قوة اندفاع من الأمل
أتجاوز بها السماء
فأصبح أميراً للنجوم
نجماً تزايد ضوؤه
من وقود الأمل
أهل وأصدقاء وجار
منهم أمل وبهم حياة
حبهم في القلب امتلأ
فصرت بحبهم إنسان
دفئ بوجودهم حولي
شعور دافئ وأمان
سند في النوائب عظيم
كحائط من حنان
أهل وأصدقاء وجار
لا أخشى الدهر إذا استدار
تجد في مجالسهم استقرار
تحب حديثهم ليل نهار
يد منهم حانية
تزيل عنك الآلام
قول منهم طيب
يرد فيك البشر والابتسام
رضاً منهم عليك عز
تفخر به بين الانام
أهل وأصدقاء وجار
خير ذخر في الدنيا
يعطيك بلا انتظار
عطائهم حقاً غزير
يعطونك فيضاً من العطاء
وإن لم يكن معهم دينار
لا تفرط في الأهل ولا الصديق ولا الجار
إن كان فقد حرمت روحك من حلاوة الحياة
ووضعت على قلبك بنزيناً
وأشعلت النار
أهل وأصدقاء وجار
موسيقى الحياة بهم تهتدي
وتمر بنعومة ابتسامة الأطفال
ندى الورود ما اجمله!
أهل وأصدقاء وجار...زاد الجمال
إذا الليل أمسى طويلاً كئيباً
إذا النفس صارت في حزني غريقة
إذا الظلام غشى طريقي البعيدة
إذا الشك زاد فغطى الحقيقة
إذا الشوك غطى وروداً جميلة
إذا القلب احتوى أحزاني العميقة
إذا الصبح أضحى بيأس وخيبة
إذا الحزن أقصى أحلامي الرقيقة
بأهل وصديق وبجار قريب
تهون الأحزان ووينير الطريق
وينقذونك من لجة الظلام
فلا يخلوك حتى تفيق
لا يخلوك مع هم ثقيل
إلا أن يشاركوك الهموم
ويضعوا عنك بعض الغموم
ويصير الآخر شيئاً يسيراً
أهل وأصدقاء وجار
خير ذخر في الدنيا إذا أردنا لنا ذخراً.



الاثنين، 10 نوفمبر 2008

إفتكاسات حب

إفتكاسات حب >>>>>>>>>>>>>>>


لم أكن أعلم أن هذه الأمور تحدث ببساطة وبدون سابق إنذار. فجأة وجدت نفسي أمامها-لا أذكر ما هي الظروف التي أوجدتني أمامها ولكني أذكر أني كنت أمامها-فوقعت عيني عفواً على عينها، ولكن مثل هذا الوقوع لا يمر عفواً.

أذكر ذلك جيداً كأني أعيش اللحظة، لقد تأثر قلبي كثيراً بهذه النظرة. وجدت قلبي ارتفع في صدري ثم هبط بعنف ثم ارتفع كأني في ملاه، وكان لهذه "المرجيحة القلبية" نشوة عظيمة بعدما افترق كل منا في حاله. لقد قضيت ليلتي أفكر فيها، وأحاول أن أسترجع أحداث الملاهي التي مررت بها.

لقد وضعت تفسيراً منطقياً لما أنا فيه من تغير في حالي. إنه الحب. قرأت عنه كثيراً، وها أنا أصبحت فعلياً من العاشقين. شعرت بمسؤولية كبيرة، فإن للعشق بحوراً وفنوناً، لذلك تصفحت الويب أبحث عن ما قيل في العشاق، لأني أريد أن أكون عاشقاً على قدر المسؤولية.

ذهبت اليوم التالي إلى الكلية تدور في رأسي الكثير من الافكار، ويفيض من قلبي الكثير من المشاعر، حتى وصلت المدرج لآخذ فيه مكاني المعتاد من المجالس. وصلت هي الأخرى إلى المدرج، ربما كان يدور فيها ما يدور في نفسي، فربما قد تعرضت لنفس الملاهي التي تعرضت لها، وإن لم يكن فلا بأس، فلقد قرأت أن لهن قلوباً ضعاف.

لا أذكر شيئاً من هذه المحاضرة، فقلد كان انتباهي في أمر آخر. لقد قضيت المحاضرة أسترق النظر إليها، وكانت هي الأخرى تسترق النظر إلي.

لقد لاحظت منها شيئاً غريباً، إذا هي نظرت إلي دون أن ألحظ، فإذا أنا التفت إليها لأجد منها اهتمامها بي، تجدها تحول نظرها بسرعة لأعلى كأنها تقول لي: لا تحسب أني أنظر إليك وأني معجبة بك، لا لا، أنا مجرد أتابع نحلة مرت من فوقك فوقعت عيني عليك خطأً، أرجوك مثل هذه الأخطاء شائعة فلا تحملها من المعاني أكثر من ذلك.

حسناً لا بأس. كنت أنا أيضاً إذا نظرت إليها ولا حظت أمري، أدير نظري لأعلى كأني أقول لها: لا تحسبي أني معجب بك، أنا فقط أتابع جرادة مرت من فوقك، فلا تحملي الامر معنىً غير ذلك.

وقضينا قرابة شهر يحاول كل منا ان يؤكد للآخر أنه يتابع الحشرات المختلفة التي تمر من فوقه. أذكر أنها حاولت ذات مرة أن تؤكد لي أنها كانت تتابع قطة مرت بجواري، ولكن من الصعب أن تمر القطط بجوار الواحد هذه الأيام، فهززت لها رأسي مع تحريك شفتي كأني أقول لها: وسعت منك.

لقد قرأت غير مرة أن للعيون لغة تصوغ من المعاني ما يعجز عنه الكلام العادي، لذا قررت ان أستخدم لغة العيون معها. في أثناء المحاضرة نظرت إليها مطولاً بدلاً من الإستراق، وأخذت أوسع من عيني وأضيقها وأرفع حاجبيٍ وأخفضهما، لأقول لها بلغة العيون: قابليني بعد المحاضرة عند الكافتيريا. وقد قلت لها أيضاً أشياء عديدة، فلقد أخبرتها بنتيجة المباراة أمس، وحدثتها عن حلقة المسلسل الأخيرة كيف كانت نهايتها (مهروشة)، وسألتها هل أنت تتقنين فنون الطهي؟ بالطبع لم تجب لأنها غير معتادة على لغة العيون. لا بأس، عندما أقابلها سأعلمها بعض الكلمات، ربما أبدأ معها بالإشارات الأساسية. قد يسألني البعض كيف لها أن تفهم لغة العيون وهي ليست بها ناطقة؟ بصراحة أنا لا أحب أن أجيب عن مثل هذه السذاجات، ولكن لا بأس، الأخرس يا حبايب لا يتكلم ولكنه يفهم من يكلمه.

بعد أن انتهت المحاضرة بقليل، انصرف الطلاب كل منهم يرى شأناً له، وانصرفت أنا حيث الكفتريا. لقد أصابني الذهول حقاً. لقد وجدتها هناك عند الكفتريا. إن لغة العيون فعالة حقاً!

ولكني أيضاً أصابني الخوف، فلقد كان من ضمن حديثي العيوني لها أني أود أن أحتضنها وأقبلها، فخشيت أن تصفعني قلماً أو اثنين (سقع)، وربما كان هذا هو سبب وجودها عند الكفتريا. نظرت حولي أحاول أن أعثر على مخبأ لي منها، فوجدت صديقي هذا الضخم الجثة. اختفيت وراءه عن أنظارها، وقلت له: اطلع بينا على الكفتريا.

لما وصلنا الكفتريا، نظرت إليها من تحت إبط صديقي، ولكنها لا حظت وجود شيئ غريب تحت إبط صديقي ربما ظنته أول الأمر انه ورم أو دمل كبير، ولكنها تبينت بعد ذلك أنه رأسي يتابعها خفية. لم تعر لي انتباهاً، أو هكذا تظاهرت.

خرجت من مخبأي، وقفت بجوارها وأخذت أدير نظري في أنحاء الكفتريا كأني أبحث عن لون معين من الحلوى أريده. بدأت هي في الطلب وقالت: أريد كيس شيبسي بالشطة والليمون. فقلت: أريد لو سمحت كيسين شيبسي بالفراخ، يدوبك. قالت هي: أريد كنزاً وبسكوت لمبادا. قلت وكأني أحاول أن اكتم ضحكات أثارتها في نفسي طلباتها كأني مشفق عليها: أريد يا عم اتنين كنز وخمسة لمبادة وأربعة أوستيك شوكلاتة وبجنيه لبان.

لقد كان يوماً محرجاً حقاً. لقد أدخلت يدي في جيبي أبحث عن نقود، فأدخلتها في جيب آخر ثم في الخلفي ثم في صاحبه ثم في جيب قميصي، فلم يجتمع لي من المال غير جنيه ونصف جنيه، فانتهى بي الأمر أن قلت للبائع: انظر ماذا يريد صاحبي من أشياء واجمع لنا الحساب. ذلك على أمل أن تنصرف حتى لا أحرج أمامها عندما أعيد للبائع ما قد أحضر لي. ولكن صاحبي الضخم طلب مطلبه وأجهز عليه سريعاً. كنت أدعو من قلبي ربي أن تنصرف قبل أن تطور الأمور إلى الأسوأ.

استجاب ربي للدعاء، وانصرفت. وقبل أن تنصرف نظرت إلى نظرة تقول فيها: هه، سم. جمعت قواي العقلية وشحذت تركزي لأرسل لها رسالة ذهنية أقول لها فيها: امشي براحتك، بكرة تندم يا جميل.وجدتها توقفت، استدارت، رجعت أدراكها حيث أقف، يا ويلي! إن الرسائل الذهنية تعمل أيضاً، وصلت حيث أكون، فتحت فمها، قالت: آسفة نسيت آخد الباقي.
"رحم الله امرئ أهدى إلى عيوبي">> قمت ببعض التعديلات بناءً على ملحوظة أ/ عمرو
>>>مفكر،،،من واقع التجربة،،،مع قليل من الإفتكاسات،،،

الخميس، 6 نوفمبر 2008

الأميرة القمرية (حدوتة)

الأميرة القمرية (حدوتة)



قال لي الشيخ الحكيم: ليس كل ما يرجى ينال، عليك بالصبر لتحقيق الآمال. إذا أردت أن تكون الاميرة القمرية لك جليسة، ولوحشتك أنيسة، عليك أن تسمع مني المقال، وأن تسألني سؤال.

قلت له: هات ما عندك.

قال لي: أما المقال:

يا عبدا لست بإنسان
رفعت يدك للرحمن
تسؤله الرضى والغفران


يا عبداً تنظر في وجهة
تقطنها حقاً قمرية، ملأت الوادي إحسان

إن كنت تبغي القرب منها
عليك دوماً بالإحسان

جاهد في سبيلك لا تقنت
من عون الرب الرحمن

كن دوماً حسناً في طبعك
اكشف عن نفسك في قلبك
وأملأه حباً وأمان

تجد في البحر حورية
تثير الموج كطوفان

تستعدي فرساً بصوت
كصفير الطير الطنان

تجد للفرس قروناً
من ذهب غلب الألوان

إن كان لك منهم عوناً
فستصل حيث يكون
عبد الرحمن

ليس من بني الإنسان
انظر كما نظر ستجد
قصراً وسط البستان

فيه أميرتك القمرية
سيكون منها طلبان

إن كنت حقاً فارسها
ستجد عوناً من الرحمن.


بعد أن أتم الشيخ الحكيم مقالته، أخذت أقلب كلماته في ذهني يمنة ويسرى حتى أعايني التفكير. قلت له: هناك الكثير من الأسئلة أريد أن أسألك إياها وليس سؤالاً واحداً.

قال لي: ولكن في أسألتك الكثيرة سؤال وحيد، إن عثرت عليه أجيبه فتهتدي، وبعد أن تعي جوابي تجد للطريق ملامح، وإن تسلكه تفتح لك فواتح، وإن جاهدت فيه، بفضل الله ستنهيه.

قلت له: حسناً، من أين أبدأ رحلتي؟

قال لي: أصاب سؤالك، فمعرفة البداية وصولك. اسمع مني الجواب:

كانت للفرسان أماني
أن يحظوا بتلك القمرية


لم يعوا أن تكون أناني
لا يرضي تلك القمرية

تأمل في نفسك لحظة
تجد في النفس معاني

عالج ما ساء منها
وتخلص من فاسد فاني

وكن خيراً في نفسك يعم الخير
على من حولك من ناس


وطب قلباً ولا تجعل قلبك
على من حولك صلداً قاس


تجد دليلاً للحورية
تأتيك بفرس ذهبية
توصلك حيث القمرية.


وبعد أن سمعت كلامه، لا أظن أني فهمت مراده، فقلت: أين البداية؟!

قال الشيخ: لقد قلت ما عندي، وأظنك تفهمني فلست بهندي، ابدأ رحلتك وفقك الله، فلا يرجا فضل من غيره سواه.


جلست بين الأشجار أقلب في ذهني كلام الشيخ الحكيم:

تأمل في نفسك لحظة
تجد في النفس معاني.


أخذت أتأمل نفسي فوجدت كما قال الشيخ معاني كثيرة:

قال الحكيم إن في النفس معاني
أدركها بتأمل عميق


أخذت من وقتي لحظات تأمل
فوجدت أن للخير بريق

وجدت كم للبسمة من معنى
تنير لك ظلام الطريق

علمت كم هو الحب غالي
إن كان في القلب عميق

علمت للخلق بحوراً عظام
تكون للمرء رداءاً أنيق

تكون الأخلاق في النفس سلاماً
فحرى أن أكون إنساناً خلوق.




وبيمنا أنا في تأملي وجدت طفلة صغيرة غاية في الجمال، تلعب بين الزهور وتطارد الفراشات. وهي في لعبها وجدتها تقترب مني وبدأت في البكاء. قلت لها: لما تبكين يا حلوة؟

قالت: أنا جائعة.

فقلت لها: لما لا تذهبين إلى البيت فستجدين أمك أعدت لكي طعاماً شهياً بالتأكيد.

قالت: لقد تهت عن أهلى بينما كنا في نزهة بين الأشجار.

قلت: منذ متى؟

قالت: منذ أمس

قلت في استغراب: ألم يبحثوا عنك منذ أمس؟ وكيف قضيتي الليلة أمس؟

قالت لي:

الله ربي الرحمن
لا ينسى أبداً إنسان


إن كنت ترجو من فضل
فارجوه من رب الإحسان

خيره في الدنيا وفير
لا يقطع أبداً إحسان.


قلت لها: ومن أين أتيتم؟

قالت لي: من عند البحر.

قلت في نفسي: إن البحر بعيد عن هنا وسيعطلني عن رحلتي إلى أميرتي القمرية، ولكني تذكرت قول الشيخ الحكيم:

كانت للفرسان أماني
أن يحظوا بتلك القمرية


لم يعوا أن تكون أناني
لا يرضي تلك القمرية


وتذكرت:

وطب قلباً ولا تجعل قلبك
على من حولك صلداً قاس.


قلت لها في رقة وحنان: حسناً يا صغيرتي الجميلة، سآخذك إلى بيتي تأكلين حتى تشبعين ثم أعيدك إلى أهلك تلعبين وتمرحين.


ما إن وصلت بالصغيرة إلى البحر، حتى وجدتها تحولت إلى حورية جملية تثير من حولها الأمواج.
تذكرت قول الشيخ الحكيم:

كن دوماً حسناً في طبعك
اكشف عن نفسك في قلبك
وأملأه حباً وأمان


تجد في البحر حورية
تثير الموج كطوفان.


وتذكرت:

تجد دليلاً للحورية
تأتيك بفرس ذهبية
توصلك حيث القمرية.




أطلقت الحورية صفيراً عجيباً، فظهرت من بين الأمواج الأفراس ذات القرون الذهبية.
تذكرت قول الشيخ الحكيم:

تستعدي فرساً بصوت
كصفير الطير الطنان


تجد للفرس قروناً
من ذهب غلب الألوان.


وتذكرت أيضاً:

إن كان لك منهم عوناً
فستصل حيث يكون
عبد الرحمن.


سألت الحورية كيف أستطيع أن أستخدم واحداً منها. قالت لي: إن الأفراس ترى فيك خيراً، فستاعدك في رحلة الوصول.


قالت لي الفرسة ذات القرن الذهبي:

رأينا فيك خيراً وفير
يا فارساً في رحلة سحرية


سنساعدك يا طيب يا أمير
سنطير حيث القمرية

تعرفها من عبد قانت
لله الرحمن


لا تعجب حين تراه
فهو ليس بإنسان.


انطلقت من فوري فوق الفرس ذي القرن الذهبي أشق طريقي السحري إلى حيث العابد القانت الذي ليس من الإنسان.


وصلت إلى تلك الشجرة المباركة، وقد ملأني العجب من شكلها، فهي كعابد يرفع يديه إلى السماء يسأل ربه من فضله.
تذكرت قول الشيخ الحيكم:

يا عبدا لست بإنسان
رفعت يدك للرحمن
تسؤله الرضى والغفران


يا عبداً تنظر في وجهة
تقطنها حقاً قمرية، ملأت الوادي إحسان


وتذكرت قوله:

انظر كما نظر ستجد
قصراً وسط البستان
فيه أميرتك القمرية.


نظرت من حيث تنظر الشجرة، فوجدت في الأفق القصر المبارك.



كانت حقاً قمرية، لقد توقف لساني عن الحركة، فقد أذهلني جمالها. قالت لي بجمال صوتها:

إن كنت تريد القرب مني
فكن أهلاً لذلك


أريد منك قولاً فصيحاً
وأريد منك حرباً كذلك.


تذكرت قول الحكيم:

سيكون منها طلبان
إن كنت حقاً فارسها
ستجد عوناً من الرحمن.


استعنت بالله الرحمن، وقلت لها:
وما القول الفصيح؟ وما الحرب؟

قالت لي:

القول منك وليس مني
والحرب في أن تخلصني.


قلت لها: ومما أخلصك؟

قالت:

اسمع مني القول وأنصت
ليس يرجوني سوى الشجعان


إن أردت القرب فقاتل
تنيناً محا عنا الأمان

ليس بحربة أو بسيف تقاتل
إنما بنفس فيها سلام


عندما تعلم حكمة ما حولك
تجد لنفسك طريق القوام

تأمل زهرة غشاها الندى
تأمل نحلاً بينه انسجام

تأمل قيظاً يلفح الوجوه
تأمل نسمة تداعب القلوب


تأمل أملاً في قلب الصغير
تأمل بسمة وسط الكروب

تأمل غيرة على الحرمات
تأمل جمعاً بين الشعوب

تأمل بياناً يمحي الضلال
تأمل نوراً يخترق الظلام


تأمل أماً ترحم الرضيع
تأمل أباً يسعى للأمام

تأمل في الدنيا تجد الطريق
بنور فاض من رب الأنام.


قلت لها: وأين أجد التنين؟ فأنا لن أرضى إلا أن أكون فارسك.

قالت: ستجد التنين حيث يسكن الخوف.



علمت من الأميرة القمرية مرادها، فهي تريد مني أن أنظر في أعماق قلبي، أن أحدثه ويحدثني، لأصل للسلام مع نفسي.

يقول فارس لأميرة قمرية
اسمعي مني ما كان من حرب


نظرت في التنين فوجدته شر
إن كان في قلب كان في كرب

الطمع يهلك الحيل ويهدم
علاقة حميمة جمعت سرب

النفاق وباء إن حل بقوم
حل ظلام يغشى الدرب

الحقد نار تحرق القلوب
الحسد نار تأكل كل قلب

وجدت للشر أبواباً لئام
استعنت عليها بدين الرب

وجدت ان للقلب سلاماً
بدين حنيف يطهر القلب.


قالت الأميرة القمرية:

سمعت منك قولاً فصيحاً
ورأيت منك ما كنا من حرب


لقد خلصت من هم كبير
ثقيل على قلبي وعلى أي قلب

لقد كنت آمل في فارس نبيل
قلبه طيب متعلق بالرب.




تمت الزيجة السعيدة، بين الفارس وأميرته القمرية. وقد تركوا القصر ليعشوا في كوخ الفارس القديم. ابتهجت الأرض لذلك، فتجد فيها الزهور من كل لون، وتجد الطيور تسبح في الفضاء يغمرها السلام، وتجد الرياح تهب في نسيم، وتجد الخير بفضل الله.

قمت بتعديل بسيط من اجل ملحوظة الأستاذ عمرو،،،يسعدني نقدكم البناء،،،

هذه الحدوتة من تأليفي،،،لا أدعي أني شاعر،،،ولكنها محاولة،،،أتمنى أن تعجبكم،،،مفكر.

الأربعاء، 5 نوفمبر 2008

إنكشفت واللي حصل حصل

يلا....اتكشفت واللي حصل حصل.....ممكن تكونوا فاكرين إني اخترت اسم مفكر علشان أنا عبقري وبفكر كتير...الأخت أقاصيص كشفتني....أنا اخترت الإسم دوت من عالم السنافر::::دة كارتون كنت بتفرج عليه وأنا صغير....وكانت شخصية مفكر اللي فيه عجباني....كان طول الوقت يحط نظريات فاشلة عن كل حاجة وكان عامل جو كومودي...

عالم السنافر


السبت، 1 نوفمبر 2008

كان ذلك اليوم دائرياً

كان ذلك اليوم دائرياً




كان ذلك اليوم دائرياً...كل ما حدث فيه من أمور كان دائرياً...لن أنكر وجود بعض المربعات وقليلاً من المثلثات ولكن الغالبية العظمى كانت من نصيب الدائري...



استيقظت ذلك اليوم في السابعة صباحاً كما هي عادتي...قمت بمناسكي الصباحية::: يعني بداية أنظر في أموري في الحمام ثم أصلي ركعتين وأنظر في أمر الفطور الذي يعد مشكلة كبيرة بالنسبة لي...فأنا لست معتاداً ان أطبخ::: اعمل شاي وطبق فول وحتة جبنة بزيت الزتون وأسخن عيش>>فهذه الامور متعبة>>لكن هنعمل إيه هي كدة الدنيا...



وبعد أن تم لي من مناسكي ما يرضيني إذا بك وجدتني أما المرآة أضع اللمسات الأخيرة في أناقتي>>فأنا اهتم ليس كثيراً بمظهري>>يعني أعدل من شعري واضبط قميصي أو تي شيرتي ثم أتوقف لأتأمل نفسي وأبدي إعجابي بفني فأنا أصلح حقاً مصمماً للأزياء...



وبعد أن أقرر أن موضوع مصمم الأزياء ربما يضطرني أن اقوم بعمل المزيد من الوجبات اليومية بنفسي>>أرفض الفكرة بأن أهز رأسي بشدة>>إلا الطبيخ>> تجدني أنطلق في طريقي إلى الجامعة الذي يبدأ في العادة بتعديل رباط الجزمة لأنه بيفك بسرعة لسبب لا أفهمه بوضوح ولكن ربما لأني لا أعقده على أصوله>>فيجب أن أعمل تقاطع بين الرباطين هذا ما أتقنه ثم أقوم ببعض الحركات البهلوانية العشوائية وربنا معايا>>والخطوة الثانية في طريقي هي أن أخذ تاكسي ليوصلني إلى هدفي...غالباً ما يأخذ التاكسي طريقه المعتاد ولكن لسبب لم أسأل عنه أخذ في هذا اليوم الطريق الدائري...لا يهم ما دامت كل الطرق تؤدي إلى الجامعة...



بعد أن وصلت الجامعة وضعت يدي في جيبي أفتش عن نقود أعطيها للسائق فوجدت معي خمس جنيهات ولم يكن مع السائق "فكة" فقضيت قرابة ربع ساعة في "التدوير" عن فكة...



بعد ذلك توجهت لكشك بيع الكتب فقد كنت أريد كتاباً مهماً لأدرس فيه فقال لي البائع::آسف احنا بقلنا أسبوعين بندور على الكتاب ومش لاقيونه...



المهم قلت له:::وامتى هتخلصه تدوير...قال لي::: منعرفش أصل التدوير بإيد ربنا...



بعد ذلك توجهت إلى المدرج من اجل الحاضرة...ومن كلام الأستاذ المحاضر::: أنا هرسم ليكم رسمة توضيحية علشان تفهموا الدرس...اول حاجة نرسم دايرة كبيرة وديرتين صغيرين...



أنا قلت في نفسي:::اليوم دوت شكله العيد القومي للتدوير...



طلعت القلم من جيبي فأنا لا أحمل حقيبة...وبدأت في التدوير ولكن من نوع آخر...القلم وقع مني تحت المدرجات...وقضيت بقيت المحاضرة في التدوير...



وبعد إنتهاء المحاضرة توجهت لمبنى الإدارة الرئيسي...وصعدت إلى الطابق الثاني حيث مكتب مدير شئون الطلاب بخصوص كارنيه الكليه...فلم أجده...وعندما سألت عنه قال لي بعض الأفاضل:::احنا بندور عليه من الصبح...



روحت البيت سالكاً الطريق الدائري...وأكيد دورت على حاجات في الطريق...لما وصلت البيت كانت أول حاجة أعملها إني أدخل دورة المياه...




هذا كان يوماً دائرياً مريت بيه بالفعل......

الخميس، 30 أكتوبر 2008

رحلة إلى حيث أنتمي

كنت في طريق العودة إلى حيث أنتمى...ظننت أن طريقي ساكلة وأن الرحلة لن تستغرق سوى بضع أعمال حسنة أنجزها فأحصل على الفضل والبركات وأنال بها مرادي...كنت ما زلت في بداية الطريق...

ثم إني ظننت أن كل من حولي من جنسي يسعون في رحلة العودة إلى حيث ينتمون...الكل يجاهد والكل يحاول أن ينجز من العمل ما يأهله بفوز المراد...لكن اتضح لي غير الذي ظننته...فليس كل من حولي يعلمون بوجود مثل هذه الرحلة أو أن منهم من علمها وتجاهلها أو أن منهم من سعى فيها لكن قد توقف عن المسير...لأن الرحلة ليست سالكة كما اتعقدت...إنها وعرة وشاق اجتيازها...لكني علمت شيئاً مهماً جداً...

إننا لسنا في دنيانا يفعل منا ما يفعل دون حساب...الكل مراقب ومدان...والدئان حي لا تأخذه سنة ولا نوم...والرقيب الجليل قدر لنا كل شيئ على علم وقدر...قدر لنا هذه الرحلة وقدر لنا مشاقها...فقد أراد بحكمته للشهوات وإختلاط الحق بالباطل والشبهات والغرور والكبر والحقد والنفس الأمارة وإلى ما غير ذلك من أمور أن تكون موضوع مجاهدة كبيرة من أجل الوصول إلى حيث ننتمي...

وحيث نستعين برب القدر والأسباب...تضيئ الطريق بنور الإله...وتذلل العقبات بفضل الله...ويمن الله علينا بالوصول...

الأحد، 19 أكتوبر 2008

إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع

إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع

نصيحة مهمة جداً لكي تكون شخصاً لك احترامك::::"إذا أردت ان تطاع فأمر بما يستطاع"

>>كان هناك غلام يدعى فاعل يعمل لدى مزارع يدعى آمر،،،،وكان آمر هذا كثير الأمر والطلب،،،،وكان فاعل نشيط ومجتهد لا يعصي لآمر أمراً ولا يؤخر له طلباً،،،،<<

أتسائل؟؟؟؟،،،،لماذا فاعل ينفذ أمر آمر بلا عصيان؟؟؟؟،،،،هل لأن فاعل مجتهد؟؟؟؟،،،،أم لأن فاعل جبان يخشى العقاب؟؟؟؟،،،،أم لأن آمر يأمر بما يستطاع لذا فهو مطاع؟؟؟؟،،،،لا داعي ان نتعجل الإجابة قبل أن نتأمل قليلاً،،،،.

الأمر::::

في صغرنا يقوم بابا وماما بتلقيننا بعضاً من الدروس فيما يجب وما لا يجب،،،،
وتكون وسيلة هذه الدروس هي الأمر المباشر والغير المباشر،،،،
الأمر الغير مباشر قد يكون في صورة قصة وحدوتة،،،،
وغالباً ما تكون الأوامر مطاعة بدون نقاش أو جدال لأنها صدرت من مراكز عليا ولكن هذا لا يمنع بعض الإمتعاض والزعل،،،،
ثم ينمو الصغير مجتازاً مراحل نفسية تحدث عنها علماء النفس حتى انتهت منهم الكلمات،،،،ومعه الأمر أيضاً يجتاز مراحلاً هو الآخر،،،،
فنجد مصادر التشريع الكبرى "بابا وماما" قد أخذوا في طبخ الأوامر بإضافة المحسنات والمشهيات والمقبلات فالصغير لم يعد صغيراً فلقد أصبح على قدر أن يشرع في أموره قليلاً وكثيراً،،،،
هكذا...تجد التشريعات من بابا وماما ملونة ومزخرفة لكي يأخذ بها "الصغير الكبير" وكأنه الذي شرع،،،،ثم تسير عجلة الايام ليجد الصغير نفسه كبيراً في موضع بابا وماما،،،،
ولكنه على الرغم من ذلك يحتاج إلى من يشاركه التشريع،،،،فإذا استعان بماما أو بابا نجد منهم لوناً أخر من الأمر،،،،
إنه النصيحة،،،،يقولون لك ما يجب في امر وما لايجب في آخر وكأن لك أن تختار ولكن ليس بيدك خيار إلا قولهم،،،،.

أوامر أوامر أوامر،،،،ألوان وأشكال،،،،ولكن المشترك بين كل صنف وماركة من الأوامر السابقة أن "الصغير الكبير" ينفذها لأنها مقنعة ويسيرة ولا بأس بها،،،،.

أما إذا كانت الأوامر على خلاف ما سبق،،،،تجد من "الصغير الكبير" النفور والهروب،،،،
فهو يريد من الأوامر ما لا يجرحه ويشعره بأنه يتلقى أوامر،،،،
إنه يريد من يأمره،،،،ويريد ممن يأمره ألا يشعره بأنه يأمره،،،،لأن ذلك قد يشعره أنه مأمور،،،،وهذا صعب على "الصغير الكبير"،،،،
نعم هذا صحيح فهذه حقيقة واضحة في بنى البشر إذا ما تأملتهم،،،.

لذا،،،،فخير لك ان تأمر وكأنك لم تأمر،،،
فما عليك إلا ان تأمر بالمناسب في الوقت المناسب،،،،
وما عليك إلا أن تأمر المناسب بالأمر المناسب،،،
وما عليك إلا أن يكون الأمر المناسب مستطاع،،،،
لذلك تسجد لتشريعاتك قبولاً وطاعة،،،،.



الأحد، 28 سبتمبر 2008

إذا أردت أن تسمع فلا تستعمل عينك

هل لأن الأعمى لا يبصر الضوء فيجزم انه ليس بموجود؟هل لأن الأصم لا يفقه ما الصوت فيجزم أنه ليس بموجود؟
ذكر ربك في كتابه الملائكة والجن...ما هم...أنا لا أراهم، لا أسمعهم، لا أشمهم، لا ألمسهم، لا أتذوقهم، فكيف بي ان أؤمن بهم؟قال مقالته وكأنه قد حسم القضية...

ذكرت الفزياء الكهرباء والمغناطيسة...ما همأنا لا أراهم، لا أسمعهم، لا أشمهم، لا ألمسهم، لا أتذوقهم، فكيف بي ان أؤمن بهم؟
كفى سخفاً أن يجعل الإنسان من نفسه مرجعاً للوجود..وقد علم أنما السمع والبصر أداتان لا تقرران الحق...
أنا أرى ذلك المنزل البعيد أقل حجماً من قبضة يدي...فهل صار لأجل خاطر نظرك أقل حجماً من قبضة اليد..إننا حتماً نرى اللألوان بالعيون...ولكن هل لديك أدنى إثبات أن اللون الذي إتفقنا أنه أحمر منذ الطفولة تراه انت أحمراً كما أراه..فإذا الذي بصرك يبصره لا تستطيع أن تصرم انه الحق...فكيف تريده أن يحكم هل خلق الله موجود؟...هل الله حق؟...
ولماذا نتعب أنفسنا بالبحث عن إجابة هذا السؤال؟

لا والله..إن السؤال لهو الذي يجري ويلاحقنا...كل ما في الوجود يصرخ بأن الله خالقي...إن ورقة الشجر وغناء العصفور وشراسة النمر ووداعة الفراشة تشهد بإبداع إلهي ...لا يمكن للرياح إذا أصابت مستودع خردة ان تنتج لنا بالصدفة البحتة طائرة بيونج...فهل أن الصدفة البحتة ابدعت نظام النحل ونشاط النمل وأسراب الطير وجمال القمر وضياء الشمس...
نعم...الإيمان... ليس بالسمع والبصر...إنه سكينة يلقيها الله في قلوب العباد...

تابعونا......